فى زمن التريند و«خيبة» السوشيال ميديا «اللى بالويبة»

اتخانقوا على تكريم «نجاة» التاريخ.. ولم يلاحظوا اختفاء طوق «نجاة» المستقبل

نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة

فى الوقت الذى تدور فيه (خناقة) كبيرة حول ظهور الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة وتكريمها في موسم الرياض، كانت هناك مأساة أخرى أكثر وأعظم خطراً، وهى عند تكريم نجوم المستقبل في فئة الغناء لم نجد مطرب مصري شاب مرشح لمجرد تواجده وليس للجائزة، فهذه هي الأزمة والمشكلة الحقيقية.

أما عن تكريم الفنانة القديرة نجاة الصغيرة والاختلاف فى الآراء حول ظهورها من عدمه فهذا شئ عادى ووارد حدوثه بين محبيها ومريديها وعشاقها وعشاق فنها، فمنهم من يكون سعيد لتكريم أيقونة الفن العربى بعد مرور كل هذه السنوات من الابتعاد والاعتزال، وأنه يرى أن من حقها التكريم فى حياتها لأنها (ياما أسعدت) جمهورها بمختلف الأجيال، وجاء الوقت لنسعدها نحن بالتكريم، وهذه وجهة نظر لابد أن تُحترم.

كما أن هناك من اعترض لأنه وجد بظهورها بعد مرور كل هذه السنوات كسراً للصورة الذهنية عن جمال ورقة وحيوية نجاة الصغيرة، التى ارتسمت في ذاكرة كل أبناء الوطن العربي على مختلف أجياله، وهذا أيضا رأى لابد أن يُحترم.

وجهات نظر ومن الممكن أن نختلف فيها وعليها، ولكن ما لا يُمكن أن نختلف عليه هو قيمة وفن نجاة الصغيرة الذي لابد أن يُكرم لأنه تكريم لجيل العظماء، واعتراف بأن الفن المصرى هو درة الفن العربي، ولكن ماذا بعد نجاة الصغيرة وجيلها من العظماء؟

لقد ظهرت أجيال جديدة حملت الراية عنهم، ومنهم الهضبة عمرو دياب الذي مازال يعتلى قمة النجومية العربية في فئة الغناء، وماذا بعد عمرو دياب وجيله؟!! أو بمعنى أصح ما هو القادم، ماذا قدمنا نحن لكى نستمر في الريادة الفنية على مستوى الوطن العربى وبالأخص فى فئة الغناء التى قدمت جائزتها النجمة منة شلبى لمطرب شاب كان ينافسه مطربين شباب ليس من بينهم مصرى يستطيع المنافسة.

السؤال هنا لماذا لم نرى مطرب شاب مصرى يستطيع المنافسة على الاكثر موهبة فى المستقبل، هل اكتفينا بتاريخنا الكبير والعظيم فى الفن والفنانين؟، وأصبحنا لا نصدر فى الحاضر سوى اشباه الفنانين أو (الجعاروتية) الذين يطلقوا على أنفسهم لقب فنان أو مؤدى أو أيا كان من الأسماء والألقاب التي يطلقوها على أنفسهم. هل نحن أصبحنا فى زمن البيكا والشاكوش والكزبرة وغيرها من الأسماء والمسميات التي يجب أن يكون آخرها فى التواجد الفنى هو الغناء فى (حمام بيتهم)؟ ولكن أن يصبحوا هم نجوم الأغنية المصرية، فهنا نقول «الله يرحم الأغنية المصرية» والريادة المصرية في عالم الاغنية والشعر والموسيقى.

من من الشباب الجديد الموهوب يمكن أن يكون العندليب أو عمرو دياب أو منير أو غيرهم ممن أثروا الحركة الفنية الغنائية الموسيقية فى مصر والوطن العربى..انتم زعلانين انهم بيكرموا نجاة الصغيرة ولستم زعلانين ان يكون هذا اخر تكريم لنجوم الغناء المصرى على مستوى الوطن العربى..الم تلاحظوا اننا لانملك مواهب جديدة تستطيع ان تنجح وتنتشر فى الوطن العربى فى المستقبل اين مواهبنا التى انزوت خلف أكوام من الفضلات والبواقى لأصوات حنجورية لاعلاقة لها بالغناء سوى انهم اطلقوا على انفسهم مطربى المهرجانات والموالد والصريخ والصويت واللطم على تاريخ فنى اقترب من ان يكون فى مهب الريح.

لايجب ان نهاجم تكريم التاريخ المتمثل فى النجمة الكبيرة العظيمة نجاة الصغيرة..بل يجب ان نهاجم من لم يقم بتجريم اصوات البيكا والشاكوش والكزبرة والجرجير وكل من يغنى بطريقة بائعى سوق الخضار والتباعين ومنادى الميكروباصات..هذا ليس فننا المصرى..فلابد من منح الفرصة لكل موهبة حقيقية وهم كثيرون ولكنهم لم يجدوا لهم المكان او الفرصة فى ظل وجود زحمة المهرجانات والموالد التى لاتخرج علينا سوى فن مشوه من شأنه رسم نهاية تاريخ فنى كان عظيم..لذا لابد ان تكون هذه هى خناقتنا ومشكلتنا وازمتنا التى يجب ان نحلها بأسرع وقت حتى لانفقد الريادة التى طالما ماكنا اساسها، بل وسنخسر الجمهور المصرى نفسه الذى لديه حس وذوق فنى حقيقي والذى لو لم يجد ما يغذى هذا الحس الفنى داخل مصر سيبحث عنه خارجها وسنفقد جمهورنا الحقيقي..ويبقى جمهور العشوائيات بأغانيه ومطربيه العشوائية.. لذلك فإثارة خناقة حول ظهور نجاة الصغيرة من عدمة فهذه هى (الخيبة بالويبة) ولا احد يسأل ما معنى الويبة لأنها اكيد اسود م الخيبة بالبحث عن التريند والهرى فيما لايفيد ولا يجدى ولا يعطى امل لبكرة ولا بعد بكرة إلا بإعادة كل من لاعلاقة له بالفن الى حظيرته ويبقى فقط الفنانين الموهوبين الباحثين عن الفن لا السبوبة على حساب التاريخ.

ترشيحاتنا